قال المأمون: يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه؟ قال: وما أنكرت من البداء يا سليمان ١)، والله عز وجل يقول: أولا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا (١) ويقول عز وجل: وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده (٢) ويقول: بديع السماوات والأرض (٣) ويقول عز وجل: يزيد في الخلق ما يشاء ﴿٤) ويقول: وبدأ خلق الانسان من طين ٢﴾ (5) ويقول عز وجل: وآخرون مرجون لامر الله إما يعذبهم وإما
____________________
باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي 1) قد عرفت سابقا في تحقيق معنى البداء أن بعضهم خصه بالأمور التكوينية في مقابلة النسخ الواقع في الاحكام التشريعية. والمصنف طاب ثراه أطلقه على ما يعم الموردين، وهو الأولى. وقد استشهد عليه السلام على حقيته بآيات شاملة للموردين، وبعضها مخصوص بواحد من الموضعين، والتطبيق غير خفي.
وأما البداء بالمعنى الذي أنكره اليهود، فهو احداث أمر لم يكن وايجاد شئ بعد عدمه، فإنهم قالوا: خلق الله سبحانه جميع الأشياء في الأزل وفرغ من الامر، ولذا قالوا: يد الله مغلولة. وهو راجع إلى البداء بالمعنى المشهور.
2) أي: ابتدأ خلق آدم الذي هو أول البشر من طين كان ترابا، ثم صار طينا، ثم صلصالا، ثم حيوانا.
وأما البداء بالمعنى الذي أنكره اليهود، فهو احداث أمر لم يكن وايجاد شئ بعد عدمه، فإنهم قالوا: خلق الله سبحانه جميع الأشياء في الأزل وفرغ من الامر، ولذا قالوا: يد الله مغلولة. وهو راجع إلى البداء بالمعنى المشهور.
2) أي: ابتدأ خلق آدم الذي هو أول البشر من طين كان ترابا، ثم صار طينا، ثم صلصالا، ثم حيوانا.