إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يروي حديثه عن الله عز وجل قال: قال الله عز وجل: يا ابن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبإرادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك ما تريد، وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتي وبعصمتي وعفوي وعافيتي أديت إلي فرائضي، فأنا أولى بإحسانك منك وأنت أولى بذنبك مني، فالخير مني إليك بما أوليت
____________________
اللوح المحفوظ من المقادير والكائنات والفراغ منها، تمثيلا بفراغ الكاتب من كتابته ويبس قلمه (1).
1) يجوز أن يراد من الكتاب جنسه، فيتناول الكتب المنزلة والألواح، ويجوز تخصيصه بالقرآن أو اللوح. وأما حكاية جف القلم وسبق العلم بالسعادة لمن آمن وبالشقاوة لمن كفر، فقد ورد في متشابهات الاخبار، ويمكن تنزيله على وجوه:
الأول: أن يكون كناية عن تعلق العلم الأزلي به، فإنك قد تحققت سابقا أنه تعالى يعلم الأشياء قبل وقوعها، كما يعلمها بعد وقوعها، إلا أن علمه تعالى ليس بعلة لوقوع ما علم، بل العلم تابع للمعلوم لا العكس كما زعمه الأشاعرة ونحوهم:
الثاني: أن يراد كتابتها ونقشها في اللوحين، إلا أن له سبحانه المشيئة والبداء فيما أراد محوه وإثباتها، وإلا لكان موافقا لقول اليهود غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا، وهذا القيد - أعني: اشتراط المشيئة - منصوص عليه في كثير من الاخبار.
الثالث: أن يكون كتب بالقلم ثم جف تعليق ما أريد تعليقه عليه وربط الأسباب بالمسببات، وسعادة من سعد باختيار منه، وشقاوة من شقي بإرادة منه،
1) يجوز أن يراد من الكتاب جنسه، فيتناول الكتب المنزلة والألواح، ويجوز تخصيصه بالقرآن أو اللوح. وأما حكاية جف القلم وسبق العلم بالسعادة لمن آمن وبالشقاوة لمن كفر، فقد ورد في متشابهات الاخبار، ويمكن تنزيله على وجوه:
الأول: أن يكون كناية عن تعلق العلم الأزلي به، فإنك قد تحققت سابقا أنه تعالى يعلم الأشياء قبل وقوعها، كما يعلمها بعد وقوعها، إلا أن علمه تعالى ليس بعلة لوقوع ما علم، بل العلم تابع للمعلوم لا العكس كما زعمه الأشاعرة ونحوهم:
الثاني: أن يراد كتابتها ونقشها في اللوحين، إلا أن له سبحانه المشيئة والبداء فيما أراد محوه وإثباتها، وإلا لكان موافقا لقول اليهود غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا، وهذا القيد - أعني: اشتراط المشيئة - منصوص عليه في كثير من الاخبار.
الثالث: أن يكون كتب بالقلم ثم جف تعليق ما أريد تعليقه عليه وربط الأسباب بالمسببات، وسعادة من سعد باختيار منه، وشقاوة من شقي بإرادة منه،