____________________
ومن ظن أن هذا التكليف تكليف بما لا يطاق، وقد قام الدليل العقلي والنقلي على عدم وقوعه. فالجواب عنه من وجوه:
منها: أن اختلاف النشأتين مما له مدخل في باب التكاليف، ومن ثم جاز في البرزخ وما بعده ما لا يتحققه العقول.
ومنها: أن هذا ليس من ذاك، بل المراد بما لا يطاق ما لا تصل إليه القدرة، كالطيران إلى السماء، وتكليف الأعمى نقط المصاحف. أما التكليف بقتل النفس وازهاق الروح، فقد ورد في شرائع الأنبياء، كقوله تعالى في قوم موسى لما عبدوا العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم (1) وكما ورد من وجوب تمكين القاتل نفسه لأولياء المقتول ليقتلوه قصاصا. وكما روي أن من أجنب عمدا يجب عليه الغسل بالماء البارد والجمد والثلج، وإن كان مظنه الخوف والهلاك (2).
وتحقيق المقام: أن العلماء نصوا على أن ما لا يطاق على ثلاثة أنواع:
أحدها: ما يقدر الانسان عليه، لكن لو أتى به يتعب تعبا شديدا، أو يشق عليه مشقة عظيمة، كقيام المرضى وصيامهم ونحو ذلك، وهو المراد من قوله تعالى تعليما لنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به (3) أي: ما يشق علينا مشقة عظيمة.
ويجوز ورود تكليف ما لا يطاق على هذا التفسير عقلا، وان لم يرد به التكليف غالبا، لكونه حرجا وعسرا، وهو منفي بما جعل عليكم في الدين من حرج، ويريد الله بكم اليسر.
منها: أن اختلاف النشأتين مما له مدخل في باب التكاليف، ومن ثم جاز في البرزخ وما بعده ما لا يتحققه العقول.
ومنها: أن هذا ليس من ذاك، بل المراد بما لا يطاق ما لا تصل إليه القدرة، كالطيران إلى السماء، وتكليف الأعمى نقط المصاحف. أما التكليف بقتل النفس وازهاق الروح، فقد ورد في شرائع الأنبياء، كقوله تعالى في قوم موسى لما عبدوا العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم (1) وكما ورد من وجوب تمكين القاتل نفسه لأولياء المقتول ليقتلوه قصاصا. وكما روي أن من أجنب عمدا يجب عليه الغسل بالماء البارد والجمد والثلج، وإن كان مظنه الخوف والهلاك (2).
وتحقيق المقام: أن العلماء نصوا على أن ما لا يطاق على ثلاثة أنواع:
أحدها: ما يقدر الانسان عليه، لكن لو أتى به يتعب تعبا شديدا، أو يشق عليه مشقة عظيمة، كقيام المرضى وصيامهم ونحو ذلك، وهو المراد من قوله تعالى تعليما لنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به (3) أي: ما يشق علينا مشقة عظيمة.
ويجوز ورود تكليف ما لا يطاق على هذا التفسير عقلا، وان لم يرد به التكليف غالبا، لكونه حرجا وعسرا، وهو منفي بما جعل عليكم في الدين من حرج، ويريد الله بكم اليسر.