____________________
باب الاستطاعة 1) الظاهر أن معناه الإشارة إلى ما سيأتي في أخبار هذا الباب من الرد على طوائف أهل الخلاف فيما ذهبوا إليه من أنه ليس للعبد استطاعة على الفعل قبل فعله، فالمعنى: أن القول بهذه الاستطاعة وأنها لا تكون قبل الفعل، ليس هو من قولي ولا قول آبائي.
وأما توجيه المصنف، فلعل معناه المنع من إطلاق الاستطاعة عليه تعالى لكونه استفعالا من الطاعة، فلا يليق إطلاقه على جانب الحق سبحانه، أو لان الاستطاعة كما قيل إنما تطلق على القدرة المتفرعة على حصول الآلات والأدوات، وهو تعالى منزه عنها.
قال الطبرسي طاب ثراه: الفرق بين الاستطاعة والقدرة أن الاستطاعة انطباع الجوارح للفعل، والقدرة هي ما أوجب كون القادر عليه قادرا، ولذلك لا يوصف الله تعالى بأنه مستطيع ويوصف بأنه قادر (1).
أقول: التحقيق في حل هذا الخبر ما رواه الكشي هكذا: محمد بن مسعود عن محمد بن عيسى عن حريز قال: خرجت إلى فارس وخرج معنا محمد الحلبي إلى مكة، فاتفق قدومنا جميعا إلى حنين (2)، فسألت الحلبي فقلت له: أطرفنا بشئ،
وأما توجيه المصنف، فلعل معناه المنع من إطلاق الاستطاعة عليه تعالى لكونه استفعالا من الطاعة، فلا يليق إطلاقه على جانب الحق سبحانه، أو لان الاستطاعة كما قيل إنما تطلق على القدرة المتفرعة على حصول الآلات والأدوات، وهو تعالى منزه عنها.
قال الطبرسي طاب ثراه: الفرق بين الاستطاعة والقدرة أن الاستطاعة انطباع الجوارح للفعل، والقدرة هي ما أوجب كون القادر عليه قادرا، ولذلك لا يوصف الله تعالى بأنه مستطيع ويوصف بأنه قادر (1).
أقول: التحقيق في حل هذا الخبر ما رواه الكشي هكذا: محمد بن مسعود عن محمد بن عيسى عن حريز قال: خرجت إلى فارس وخرج معنا محمد الحلبي إلى مكة، فاتفق قدومنا جميعا إلى حنين (2)، فسألت الحلبي فقلت له: أطرفنا بشئ،