لو كان في صخرة في البحر راسية * صماء ملمومة ملس نواحيها رزق لنفس يراها الله لانفلقت * عنه فأدت إليه كل ما فيها أو كان بين طباق السبع مجمعه * لسهل الله في المرقى مراقيها حتى يوافي الذي في اللوح خط له * إن هي أتته وإلا فهو يأتيها قال مصنف هذا الكتاب: كل ما مكننا الله عز وجل من الانتفاع به ولم يجعل لاحد منعنا منه فقد رزقناه وجعله رزقا لنا 1)، وكل ما لم يمكننا الله عز وجل من الانتفاع به وجعل لغيرنا منعنا منه فلم يرزقناه ولا جعله رزقا لنا.
16 - حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن سليمان، قال: سأل رجل أبا الحسن عليه السلام وهو في الطواف فقال له: أخبرني عن الجواد، فقال له: إن لكلامك وجهين: فإن كنت تسأل عن المخلوق فإن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عز وجل عليه، والبخيل من بخل بما افترض الله عليه، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع لأنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليس له وإن منع منع ما ليس له.
____________________
1) حاصله: أن الرزق هو الحلال، وهو مما لا خلاف فيه عندنا، والدلائل