____________________
وظني أن هذا الكلام كله غير وارد على الصدوق، وذلك أن الأخبار الواردة بكون أفعال العباد مخلوقة الله تعالى كثيرة جدا، كقول الرضا عليه السلام: أفعال العباد مخلوقة أي: مقدرة، وكقوله عليه السلام فيما كتب للمأمون من محض الاسلام: أن الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأن أفعال العباد مخلوقة لله خلق تقدير لا خلق تكوين، والله خالق كل شئ، واستقصاء الروايات الواردة في ذلك يفضي إلى التطويل.
وأيضا فقد تقدم في الاخبار أن التقدير مرتبة من مراتب العلم المتقدمة على الايجاد، وأنه لا يكون شئ من أفعال العباد إلا بتقدير، وفي اللغة أيضا ما يساعد عليه كما سبق في حديث شرح قوله سبحانه: فتبارك الله أحسن الخالقين وأما خلق الفواحش بمعنى تقديرها في الألواح وخلق أسبابها فلا قصور في إطلاقه على الله تعالى.
وأما قوله عليه السلام (لو كان خالقا لها لما تبرأ منها) فالمراد من الخلق هنا ما يذهب إليه الأشاعرة من معنى التكوين والجبر، وذلك أن الخلق له معان، منها:
التقدير، وهو صحيح الإرادة من الاخبار، ومنها: الايجاد والتكوين، وهو غير صحيح في أفعال العباد، وبالجملة فجملة ما ذكره في معرض الرد على الصدوق قدس الله روحيهما ظاهر الاندفاع بما قررناه.
1) قد ورد في الدعاء: يا من يحول بين المرء وقلبه، وقد ذكر العلماء
وأيضا فقد تقدم في الاخبار أن التقدير مرتبة من مراتب العلم المتقدمة على الايجاد، وأنه لا يكون شئ من أفعال العباد إلا بتقدير، وفي اللغة أيضا ما يساعد عليه كما سبق في حديث شرح قوله سبحانه: فتبارك الله أحسن الخالقين وأما خلق الفواحش بمعنى تقديرها في الألواح وخلق أسبابها فلا قصور في إطلاقه على الله تعالى.
وأما قوله عليه السلام (لو كان خالقا لها لما تبرأ منها) فالمراد من الخلق هنا ما يذهب إليه الأشاعرة من معنى التكوين والجبر، وذلك أن الخلق له معان، منها:
التقدير، وهو صحيح الإرادة من الاخبار، ومنها: الايجاد والتكوين، وهو غير صحيح في أفعال العباد، وبالجملة فجملة ما ذكره في معرض الرد على الصدوق قدس الله روحيهما ظاهر الاندفاع بما قررناه.
1) قد ورد في الدعاء: يا من يحول بين المرء وقلبه، وقد ذكر العلماء