والشيخ شهاب الدين البلقيني، والشيخ شمس الدين الديروطي وغيرهم (1).
وكذلك تفرغ (الشهيد) في هذه الفترة التي قضاها في (مصر) بالدراسة والمطالعة، وحضور مجالس الدرس والمناقشة، والالتقاء بشيوخ الفقه والحديث، والتفسير والأدب والقراءة، وظل يتنقل من شيخ إلى شيخ ويتحول من حلقة إلى حلقة، ويغادر مدرسة ليدخل أخرى.
وقد ألم الشهيد في هذه الفترة - على قصرها - بجملة وافية من العلوم والمعارف الإسلامية، وقرأ عددا كبيرا من الكتب الدرسية وأنس بمجالس العلم في (مصر)، وألف به شيوخ العلم فيها، كما ألفته حلقات التدريس، ومجالس العلم في (مصر).
ولم يكن غرض (الشهيد) من الحضور في مجالس الدرس خلال هذه الفترة الدراسية الاستفادة من علمائها فحسب، فقد كان الشهيد درس كثيرا من هذه العلوم من قبل في (جبع)، وفي (ميس) وفي (كرك نوح)، وفي (دمشق) فلم تكن البلاغة والنحو والقراءات والحديث بالشئ الجديد عليه، وإنما كان الشهيد يهدف من وراء ذلك إلى الاطلاع على المناهج المختلفة في الدراسة، والإلمام بالمذاهب والمدارس الفكرية المختلفة، والتصرفات إلى مختلف ألوان التفكر.
وهذا بالذات ما بعثه إلى السفر إلى (مصر) ومغادرة (دمشق) ولذلك نرى أنه قد أتيح له أن يلم في فترة قصيرة بجملة وافرة من العلوم والكتب لا يتيسر عادة لطلبة العلم في مدة أقل من ربع قرن.
.