وبكى في سجوده حتى عمي، روى أبو الحسن علي بن محمد البرسي رضي الله عنه، قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بن شيبان، قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمران البرقي، عن محمد بن علي الهمداني، قال: أخبرني محمد بن سنان، عن محمد السجاد في حديث طويل، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك هذا رجب علمني فيه دعاء ينفعني الله به، قال: فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، وقل في كل يوم من رجب صباحا ومساء وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك:
يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر، يا من يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة، أعطني بمسألتي إياك جميع (2) خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي أياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة (3)، فإنه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم.
قال: ثم مد أبو عبد الله عليه السلام يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى، ثم قال: بعد ذلك:
يا ذا الجلال والاكرام يا ذا النعماء والجود، يا ذا المن والطول، حرم شيبتي على النار (4).
وفي حديث آخر: ثم وضع يده على لحيته ولم يرفعها إلا وقد امتلأ ظهر كفه دموعا (5).
ومن الدعوات كل يوم من رجب ما رويناه بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رحمه الله، وهو مما ذكره في المصباح بغير أسناد، ووجدته في أواخر كتاب معالم الدين مرويا عن مولانا الإمام الحجة المهدي صلوات الله وسلامه