أقول: فيا سعادة من ظفر بموافقة أهل بيت المباهلة والتطهير والثقل المعظم المنير المصاحب للقرآن المنيف وسفينة النجاة في التكليف، واحتمل في رضى المالك اللطيف كل تهديد وتخويف وسار معهم إلى محمد مقامهم الشريف.
فينبغي ان يصاحب هذا اليوم بقدر ما يستحقه من جلالته وحرمته والاعتراف لله جل جلاله بمنته ولرسوله صلوات الله عليه وآله بمحمل ولادته ولما صدر عنها، من أن المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليهما منها.
فليجتهد الانسان في القيام لله جل جلاله بشكره ولرسوله عليه السلام بعظيم قدره ويواصل أهل الايمان بما يقدر عليه من بره ويختمه بخاتمه كل يوم أشرنا فيما سلف إلى تعظيم أمره ويستقبل كلما يبلغ اجتهاده من الطاعات والخيرات إليه، فان حق الله جل جلاله وحق رسوله صلوات الله عليه وآله وخاصته لا يقضى، وان اجتهد الانسان بغاية ارادته، لان المنة لهم سابقة ولا حقة وباطنة وظاهرة وماضية وحاضرة.
اما تعرف انك لو وهبت غلامك أنعاما عليه، أو أعطيت عبدك شيئا من الدنيا وسلمته إليه ثم من عليك بشئ منه أنكرت ذلك عليه، وكذلك لو هديت ضالا، فمن عليك بشئ من هداياتك كنت قد عددته ظالما وجاحدا حقوق مقاماتك، ولا يخفى عليك ان كنت من المسلمين ان كلما أنت في بطريق سيد المرسلين وعترته الطاهرين عليهم الصلاة والسلام أجمعين.