الإنذار ودعوت المرأة إلى بيتها والقوم الذين حملوها على الوفاء ببيعتهم لي والترك لنقضهم عهد الله عز وجل في وأعطيتهم من نفسي كل الذي قدرت عليه وناظرت بعضهم فرجع وذكرته فذكر، ثم أقبلت على الناس بمثل ذلك فلم يزدادوا إلا جهلا " وتماديا " وغيا "، فلما أبوا إلا هي ركبتها منهم فكانت عليهم الدبرة (1) وبهم الهزيمة ولهم الحسرة وفيهم الفناء والقتل وحملت نفسي على التي لم أجد منها بدا " ولم يسعني إذ [ا] فعلت ذلك و أظهرته آخرا " (2) مثل الذي وسعني فيه أولا " من الإغضاء والإمساك ورأيتني إن أمسكت كنت معينا " لهم بإمساكي على ما صاروا إليه وطمعوا فيه من تناول الأطراف و سفك الدماء وقتل الرعية وتحكيم النساء النواقص العقول والحظوظ على كل حال كعادة بني الأصفر (3) ومن مضى من ملوك سبأ والأمم الخالية فأصير إلى ما كرهت أولا " آخرا " وقد أهملت المرأة وجندها يفعلون ما وصفت بين الفريقين من الناس وألقي ما حذرت، ولم أهجم على الأمر إلا بعد ما قدمت وأخرت وتأنيت وراجعت وراسلت وشافهت وأعذرت وأنذرت وأعطيت القوم كل شئ التمسوه مني بعد أن عرضت عليهم كل شئ لم يلتمسوه، فلما أبوا إلا تلك أقدمت فبلغ الله بي وبهم (4) ما أراد وكان لي عليهم بما كان مني إليهم شهيدا ".
ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
وأما السادسة يا أخا اليهود فتحكيم الحكمين ومحاربة ابن آكلة الأكباد وهو طليق معاند لله ولرسوله والمؤمنين منذ بعث الله رسوله صلى الله عليه وآله إلى أن فتح عليه مكة عنوة، فأخذت بيعته وبيعة أبيه لي معه في ذلك اليوم وفي ثلاثة مواطن بعده وأبوه بالأمس أول من سلم علي بإمرة المؤمنين ويحضني على النهوض (5) في أخذ حقي من الماضين قبلي يجدد