الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ١ - الصفحة ١٦٦
كأنما يمشي في صبب 1، وإذا التفت التفت معا 2، بين كتفيه خاتم النبوة 3 وهو
١ - في النهاية: " في صفته - عليه الصلاة والسلام -: إذا مشى تقلع، أراد قوة مشيه كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويا لا كمن يمشي اختيالا ويقارب خطاه فإن ذلك من مشي النساء ويوصفن به " وقال في صبب: " في صفته (ص): إذا مشى كأنما ينحط في صبب، أي في موضع منحدر " وفي مجمع البحرين: " في وصفه (ع): كان إذا مشى يتقلع، المعنى كان يرفع رجليه من الأرض رفعا بينا بقوة لا يمشي مشي احتشام واختيال.
وقوله (ع): كأنما يمشي في صبب كالمبين له فإن الانحدار والتكفؤ إلى قدام، والتقلع من الأرض يقارب بعضها بعضا " وقال في صبب: " والصبب بفتحتين ما انحدر من الأرض، وفي وصفه (ص): إذا مشى يتكفؤ تكفؤا كأنما ينحط في صبب ".
أقول: قد بسط الكلام في هذا الموضوع العلامة المجلسي (ره) في سادس البحار في باب أوصافه في خلقته (ص ١٣٦ - ١٣٧) وخاض في بيانه أكثر من ذلك وأبسط منه في أصول الكافي في شرح حديث يشتمل على وصف شمائل النبي - صلى الله عليه وآله (راجع مرآة العقول الطبعة القديمة ج ١ ص ٣٥٩).
٢ - في النهاية: " في صفته - عليه الصلاة والسلام - فإذا التفت التفت جميعا، أراد أنه لا يسارق النظر، وقيل: أراد لا يلوي عنقه يمنة ويسرة إذا نظر إلى الشئ وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف ولكن كان يقبل جميعا ويدبر جميعا " وفي مجمع البحرين مثله. وقال المجلسي (ره) في سادس البحار في باب أوصافه في خلقته بعد نقله عن أبي هريرة ما نصه (ص ١٤٠، س ١٤) وبعد ذكره قول صاحب النهاية هذه العبارة (ص 141، س 4): " وقد سمعت بعض مشايخي يقول: إنه كناية عن ضخامة جسمه ورصافة بدنه صلى الله عليه وآله أي كان لا يمكنه تحريك الرأس إلا بتحريك البدن وهو من علامات الشجاعة كما هو المشاهد في المعروفين بها " لكنه (ره) ضعف هذا الكلام في شرحه لنظير الحديث من الكافي (أنظر مرآة العقول ج 1، ص 359) وهذه نص عبارته " قال بعض مشايخنا - رحمه الله - أي كان لشدة رصافة بدنه واندماج أعضائه إذا أراد أن يلتفت تحرك جميع بدنه وقوله عليه السلام: " من شدة استرساله " في هذا الخبر [يريد به خبر الكافي فإن فيه بعد قوله: " جميعا ": من شدة استرساله] إذ الاسترسال الاستيناس والطمأنينة إلى الإنسان والثقة به فيما يحدثه ذكره الجزري فالمعنى أنه - صلى الله عليه وآله - لشدة استيناسه ورفقه ومداراته مع الناس كان لا يلتفت إليهم التفات المتكبرين بالعين والحاجب بل إذا أراد النظر إلى جليسه والتكلم معه انحرف نحوه وأقبل إليه بجميع بدنه شفقة عليه ورفقا به ".
3 - قال السيوطي في الخصائص الكبرى في باب صفة خلقه صلى الله عليه وآله بعد نقل أحاديث ما نصه (ج 1، ص 181):
" وأخرج الترمذي والبيهقي من وجه آخر عن علي عليه السلام أنه نعت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: لم يكن بالطويل الممغط (الحديث إلى قوله عليه السلام: " بين كتفيه خاتم النبوة " ثم أورد بيانا بهذه العبارة:
" الممغط الطويل البائن، والمتردد الذي تردد خلقه بعضه على بعض فهو مجتمع، والمطهم المسترخي اللحم، والمكلثم المدور الوجه، أي لم يكن شديد تدوير الوجه بل في وجهه تدوير قليل، والمشرب الذي في بياضه حمرة، والأدعج الشديد سواد الحدقة، والأحدب الطويل الأشفار وهي شعر العين، والمشاش رؤوس العظام كالركبتين والمرفقين والمنكبين، وجليلها عظيمها، والكتد بفتحتين مجتمع الكتفين، والأجرد الذي لا شعر على بدنه، والمسربة خيط شعر بين الصدر والسرة، وشثن الكفين غليظ الأصابع ".
وقال ممد خليل هراس في تعليقته على الحديث:
" الصبب ما انحدر من الأرض، والتفت معا أي بجسمه كله دون أن يلوي عنقه ".
4 - في تاريخ ابن عساكر وسادس البحار في حديث نقلا عن المنتقى للكازروني في مثل حديث المتن وفي غيرهما أيضا: " (ص 142، س 21): " وأرحب الناس صدرا " وهو الأنسب بالمقام وأوفق للمعنى.