انصافها ولو كانت في أيديهم خيانة ثم لم يقروا بها ولم تقم عليهم البينة ما حل له أن يأخذ منهم قليلا ولا كثيرا واعجب من ذلك اعادته إياهم إلى أعمالهم لئن كانوا خونة ما حل له أن يستعملهم ولئن كانوا غير خونة ما حلت له أموالهم ثم أقبل علي عليه السلام إلى القوم فقال العجب لقوم يرون سنة نبيهم تتبدل و تتغير شيئا شيئا وبابا وبابا ثم يرضون ولا ينكرون بل يغضبون له ويعتبون على من عاب عليه وأنكره ثم يجئ قوم بعدنا فيتبعون بدعته وجوره واحداثه ويتخذون احداثه سنة ودينا يتقربون بها إلى الله في مثل تحويله مقام إبراهيم عليه السلام من الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الموضع الذي كان فيه في الجاهلية الذي حول منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي تغييره صاع رسول الله صلى الله عليه وآله ومده وفيهما فريضة وسنة فما كان زيادته إلا سوء
(١٥)