فلم تمر بمسلم إلا امتحنته فمن تابعها استحيته ومن خالفها قتلته فخرجت إلى الأولين واحدة بعد أخرى أدعوهم إلى طاعة الله عز وجل والرجوع إليه فأبيا الا السيف لا يقنعهما غير ذلك فلما أعيت الخيلة فيهما حاكمتهما إلى الله عز وجل فقتل الله هذه وهذه وكانوا يا أخا اليهود لولا ما فعلوا لكانوا ركنا قويا وسدا منيعا فأبى الله إلا ما صاروا إليه ثم كتبت إلى الفرقة الثالثة ووجهت رسلي تترى وكانوا من جلة أصحابي وأهل التعبد منهم والزهد في الدنيا وسدا منيعا فأبى الله إلا ما صاروا إليه فأبت الا اتباع أختيها والاحتذاء على مثالهما وشرعت في قتل من خالفها من المسلمين وتتابعت الاخبار بفعلهم فخرجت حتى قطعت إليهم دجلة أوجه السفراء والنصحاء واطلب العتبي بجهدي بهذا مرة وبهذا مرة واومى بيده إلى الأشتر والأحنف بن قيس وسعيد بن قيس الأرجي والأشعث بن قيس الكندي فلما أبوا إلا تلك ركبتها منهم فقتلهم الله يا أخا اليهود عن آخرهم وهم أربعة آلاف أو يزيدون حتى لم يفلت منهم
(١٥٢)