فأصبح وبكر إلى علي عليه السلام وقال ابسط يدك يا أبا الحسن أبايعك وأخبره بما قد رأى قال فبسط على يده فمسح عليها أبو بكر وبايعه وسلم إليه وقال له أخرج إلى مسجد رسول الله و صلى الله عليه وآله فأخبرهم بما رأيت من ليلتي وما جرى بيني وبينك وأخرج نفسي من هذا الامر وأسلمه إليك قال فقال علي عليه السلام نعم فخرج من عنده متغيرا لونه عاتبا نفسه فصادفه عمر وهو في طلبه فقال له مالك يا خليفة رسول الله فأخبره بما كان وما رأى وما جرى بينه وبين علي فقال له أنشدك بالله يا خليفة رسول الله والاغترار بسحر بني هاشم والثقة بهم فليس هذا بأول سحر منهم فما زال به حتى رده عن رأيه وصرفه عن عزمه ورغبه فيما هو بالثبات عليه والقيام به قال فأتى على المسجد على الميعاد فلم ير فيه منهم أحدا فأحس بشئ منهم فقعد إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله قال فمر به عمر فقال يا علي دون ما تريد خرط القتاد فعلم عليه السلام بالامر ورجع إلى بيته 265 / 45 ومن كلامه عليه السلام بعد احتجاجه على الطبيب اليوناني وتصديقه إياه حيث قال أشهد أنك من خاصة الله و صادق في جميع أقاويلك عن الله فأمرني بما تشاء أطعك رواه الطبرسي (ره) في الاحتجاج ص 254 قال قال علي عليه السلام (مخاطبا إلى الطبيب اليوناني) أمرك أن تقر لله بالوحدانية وتشهد له بالجود والحكمة و الانقياد وتنزهه عن العبث والفساد وعن ظلم الإماء و العباد وتشهد أن محمدا الذي أنا وصيه سيد الأنام وأفضل رتبة في دار السلام وتشهد أن عليا الذي أراك ما أراك وأولاك من النعم ما أولاك خير خلق الله بعد محمد رسول الله وأحق خلق الله بمقام محمد صلى الله عليه وآله بعده وبالقيام بشرايعه
(٢٠٨)