به نجا ومن أراد به الدنيا هلك وهو حظه والعلماء عالمان عالم عمل بعلمه فهو ناج وعالم تارك لعلمه فهو هالك إن أهل النار ليتأذون من نتن ريح العالم التارك لعلمه ولن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له و أطاع الله فدخل الجنة وعصى الله الداعي فادخل النار بتركه علمه واتباعه هواه وعصيانه الله إنما هما اثنان اتباع الهوى وطول الأمل فاما اتباع الهوى فيصد عن الحق واما طول الأمل فينسى الآخرة ان الدنيا قد ترحلت مقبلة وان الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة إن استطعتم ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإنما اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل وانما ابتداء وقوع الفتن من أهواء تتبع وأحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله (حكم الله) يتولى فيها رجال رجالا ونبرء رجال من رجال الا ان الحق لو خلص لم يكن فيه اختلاف وان الباطل لو خلص
(٢١)