علي عليهم السلام قال خطب علي عليه السلام في مسجد الكوفة فقال الحمد لله الذي لا من شئ كان ولا من شئ كون ما قد كان المستشهد بحدوث الأشياء على أزليته وبما وسمها به من العجز عن قدرته وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه لم يخل منه مكان فيدرك بانية ولا له شبح مثال فيوصف بكيفية ولم يغب عن شئ فيعلم بحيثية مباين لجميع ما أحدث في الصفات وممتنع عن الادراك بما ابتدع من تصريف الذوات وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرف الحالات محرم على بوارع ثاقبات الفطن تحديده وعلى عوامق نافذات الفكر تكييفه وعلى غوايص سابحات النظر تصويره لا تحويه الأماكن لعظمته ولا تدركه المقادير لجلاله ولا تقطعه المقاييس لكبريائه ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه وعن الافهام أن تستعرفه وعن الأذهان أن تمثله و قد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول ونضبت عن
(٢٧٩)