في بعض فقراتها رأيت أن أكتبها برواية الصدوق (ره) وهي أقصر مما نقلها السيد في النهج إلا أن ناقلها أقدم منه أعلى الله مقامهما قال الصدوق (ره) حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (ره) قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثني علي بن العباس قال حدثني إسماعيل بن مهران الكوفي عن إسماعيل بن إسماعيل الجهني عن فرح بن فروة عن مسعدة بن صدقة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب على المنبر بالكوفة إذ قام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين صف لنا ربك تبارك وتعالى لتزداد له حبا وبه معرفة فغضب أمير المؤمنين عليه السلام ونادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس حتى غص المسجد بأهله ثم قام متغير اللون وقال الحمد لله الذي لا يفره المنع ولا يكديه الاعطاء إذ كل معط منتقص سواه الملئ بفوايد النعم وعوايد المزيد وبجوده ضمن عيالة ا لخلق فانهج سبيل الطلب للراغبين إليه فليس بما سئل أجود منه بما لم يسئل وما اختلف عليه د هر فتختلف منه الحال ولو وهب ما تنفست عنه معادن الجبال وضحكت عنه أصداف البحار من فلز اللجين وسبائك العقيان ونضايد المرجان لبعض عبيده لما أثر ذلك في جوده ولا أنفد سعة ما عنده ولكان عنده من ذخائر الافضال ما لا تنفده مطالب قوله فغضب لعل غضبه عليه السلام لان السائل سئل عن الصفات الجسمانية والسمات الامكانية أو لأنه ظن أنه يمكن الوصول إلى كنه صفته لا يفره من وفر يفر وفرا أي لا يزيده استعمل لازما ومتعديا لا يكديه أي لا يفقره منتقص على صيغة المفعول أي منقوص متعديا ولازما الملئ بالهمزة الثقة ا لغني العائدة المعروف الفلز الأجسام الدائية اللجين الفضة العقيان الذهب الخالص النضد وضع ا لأشياء بعضها فوق بعض المرجان صغار اللؤلؤ كما فسر به في الآية
(٩٥)