النسخ وإن أعف فالعفو لي قربة أي أن أعف عن قاتلي فقوله عليه السلام ولكم حسنة أي فيما يجوز العقوبة لا في تلك الواقعة أو عفوي عن قاتلي لكم حسنة أصبركم على ما يشق عليكم في ذلك فيالها حسرة النداء للتعجب المنادى محذوف وضمير لها مبهم وحسرة تمييز للضمير المبهم نحو ربه رجلا أن يكون أي لا يكون أو خبر مبتداء محذوف والشقوة بالكسر سوء ا لعاقبة قوله ممن لا يقصر به الباء للتعدية ورغبة فاعل لا تقصر وضمير به راجع إلى الموصول أي لا يجعله رغبة من رغبات النفس قاصرا عن طاعة الله وضميرا له وبه راجعان إلى الموت أقول وقد نقل السيد الرضي رضي الله عنه هذا الكلام في النهج محذوفة الصدر والعجز رأيت نقله في كتابي هذا بتمامه تذكرة للمتذكر وتبصرة للمستبصر ورواه أيضا غيره في غيره كما نقلته 250 / 30 ومن كلامه عليه السلام بعد أن تكابت الأعاجم من أهل همدان وأهل الري وأصفهان وقومس ونهاوند و أرسل بعضهم إلى بعض إن ملك العرب الذي جائهم بدينهم وأخرج كتابهم قد هلك يغنون النبي صلى الله عليه وآله وان ملكهم من بعده رجل ملكا يسيرا ثم هلك يعنون أبا بكر وقام من بعده اخر قد طال عمره حتى تناولكم في بلادكم وأغزاكم جنوده يعنون عمر بن الخطاب وأنه غير منته عنكم حتى تخرجوا من في بلادكم من جنوده وتخرجوا إليه فتغزوه في بلاده فتعاقدوا على هذا وتعاهدوا عليه فلما انتهى الخبر إليه فزع لذلك فزعا شديدا ثم أتى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم استشار من أصحابه وقال تكلموا ولقد نقل المفيد في الارشاد في فصل قضايا أمير المؤمنين عليه السلام هذه القضية ص 100 إلى أن قال فقال أمير المؤمنين عليه السلام الحمد لله حتى أتم التحميد والثناء على الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله ثم قال أما بعد فإنك ان أشخصت أهل الشام من شامهم سارت الروم إلى ذراريهم وان أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم وإن أشخصت من هذين الحرمين انتقضت عليك العرب من أطرافها وأكنافها حتى يكون ما تدع
(١٦٢)