تائب من خطيئته، قبل هجوم منيته، الا عامل لنفسه قبل يوم فقره وبؤسه، جعلنا الله وإياكم ممن يخافه ويرجو ثوابه، الا وان هذا اليوم يوم جعل الله لكم عيدا وجعلكم له أهلا، فاذكروا الله يذكركم، وكبروه وعظموه، وسبحوه ومجدوه، وادعوه يستجب لكم، واستغفروه يغفر لكم، وتضرعوا وابتهلوا، وتوبوا وأنيبوا، وأدوا فطرتكم، فإنها سنة نبيكم، وفريضة واجبة من ربكم، فليخرجها كل امرئ منكم عن نفسه، وعن عياله كلهم: ذكرهم وأنثاهم، صغيرهم وكبيرهم، وحرهم ومملوكهم، يخرج عن كل واحد منهم صاعا من شعير، أو صاعا من تمر، أو نصف صاع من بر، من طيب كسبه، طيبة بذلك نفسه، عباد الله تعاونوا على البر والتقوى، وتراحموا وتعاطفوا، وأدوا فرائض الله عليكم فيما أمركم به، من إقامة الصلوات المكتوبات، وأداء الزكوات، وصيام شهر رمضان، وحج البيت، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاحسان إلى نسائكم وما ملكت أيمانكم، واتقوا الله فيما نهاكم عنه، وأطيعوه في اجتناب قذف المحصنات، وإتيان الفواحش، وشرب الخمر، وبخس المكيال، ونقص الميزان، وشهادة الزور، والفرار من الزحف، عصمنا الله وإياكم بالتقوى، وجعل الآخرة خيرا لنا ولكم من هذه الدنيا، إن أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كلام الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد) إلى آخره.
ثم جلس وقام فقال: (الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) وذكر فيها باقي الخطبة في يوم الجمعة.