سفرك وكن وصى نفسك، ولا تأمن غيرك ان يبعث إليك بما يصلحك.
قال أمير المؤمنين " عليه السلام " في خطبة طويلة: أيها الناس من مشى على وجه الأرض فإنه يصير إلى بطنها والليل والنهار مسرعان في هدم الأعمار ولكل ذي رمق قوت ولكل حبة آكل وأنت قوت الموت، وان من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد لن ينجو من الموت غنى بماله ولا فقير لاقلاله.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أعد الرجل كفنه كان مأجورا كلما نظر إليه.
رأى الصادق " عليه السلام ": رجلا قد اشتد جزعه على ولده فقال: يا هذا أجزعت للمصيبة الصغرى وغفلت عن المصيبة الكبرى؟ لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدا لما اشتد عليك جزعك فمصابك بترك الاستعداد له أعظم من مصابك بولدك.
قال أبو عبد الله " عليه السلام ": ان قوما اتوا نبيا لهم فقالوا: ادع لنا ربك يدفع عنا الموت فدعا لهم فرفع الله عنهم الموت، وكثروا حتى ضاقت بهم المنازل وكثر النسل وكان الرجل يصبح فيحتاج ان يطعم أباه وأمه وجده وجدته ويوصيهم ويتعاهدهم فشغلوا عن طلب المعاش فاتوا فقالوا سل ربك ان يردنا إلى آجالنا التي كنا عليها فسأل ربه عز وجل فردهم إلى آجالهم.
قال الباقر " عليه السلام ": إيما مؤمن غسل مؤمنا فقال: إذا قلبه اللهم هذا بدن عبدك المؤمن وقد أخرجت روحه منه، وفرقت بينهما فعفوك عفوك غفر الله له ذنوب سنة إلا الكبائر.
قال الصادق " عليه السلام ": من غسل مؤمنا ميتا فأدى فيه الأمانة غفر له قيل وكيف يؤدى فيه الأمانة؟ قال: لا يخبر بما يرى.
(وروى) انه سئل الحسين بن علي عليهما السلام فقيل له: كيف أصبحت يا بن رسول الله قال: أصبحت ولى رب فوقى، والنار امامي والموت يطلبني والحساب محدق بي وانا مرتهن بعملي لا أجد ما أحب ولا ادفع ما اكره والأمور بيد غيري فإن شاء عذبني وان شاء عفا عنى فأي فقير أفقر منى.
(وروى) انه مر الصادق " عليه السلام " بقوم وقد مات لهم ميت فوقف عليهم وعزاهم ثم قال لهم: يا هؤلاء ان الموت ليس بكم بدأ ولا إليكم انتهى فهل كان ميتكم يسافر؟ قالوا نعم قال فعدوا هذا من بعض أسفاره فان قدم عليكم وإلا فأنتم قادمون.