في الكلام لأخبروا ان خير الزاد التقوى.
قال الصادق " ع ": من شيع جنازة ميت مؤمن حتى تدفن في قبره وكل الله به عز وجل سبعين الف ملك من المشيعين يشيعونه ويستغفرون له إذا خرج من قبره.
وقال الباقر " ع ": من شيع جنازة امرئ مسلم أعطى يوم القيامة أربع شفاعات ولم يقل شيئا إلا قال: الملك ولك مثل ذلك.
قال أبو بصير: قال لي الصادق " ع ": أما تحزن؟ أما هم؟ أما تألم؟ قلت بلى والله قال فإذا كان ذلك منك فاذكر الموت ووحدتك في قبرك وسيلان عينيك على خديك وتقطع أوصالك واكل الدود من لحمك وبلاك وانقطاعك عن الدنيا فان ذلك يحثك على العمل ويرعك عن كثير من الحرص على الدنيا، ولما مات الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي عليهم السلام على قبره فسطاطا وكانت تقوم الليل وتصوم النهار كانت تشبه بالحور العين لجمالها فلما كان رأس السنة قالت لمواليها إذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط، فلما اظلم الليل سمعت قائلا يقول: هل وجدوا ما فقدوا؟ فأجابه آخر بل يئسوا فانقلبوا.
(وروى) ان النبي (ص) كان في جنازة فانتهى إلى القبر فبكى حتى بل الثوب دموعه ثم قال: إخواني لمثل هذا اليوم فاستعدوا.
وقال النبي (ص): ان القبر أول منازل الآخرة فان نجى منه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه، وقيل: توفيت النور امرأة الفرزدق: ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس؟ قال شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة، فلما دفنت قام على قبرها فقال:
أخاف وراء القبر إن لم يعافني * أشد من القبر التهابا وأضيقا إذا جاء في يوم القيامة قائد * عنيف وسواق يسوق الفرزدقا فقد خاب من أولاد آدم من مشى * إلى النار مغلول القلادة أزرقا وأنشد:
وإذا وليت أمور قوم مرة * فاعلم بأنك عنهم مسؤول وإذا حملت إلى القبور جنازة * فاعلم بأنك بعدها محمول يا صاحب القبر المنقش سطحه * ولعله من تحته مغلول