(وروى) انه جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: اتيتك لتعلمني غرائب العلم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما صنعت في رأس العلم؟ قال: وما رأس العلم؟ قال: هل عرفت الرب تبارك وتعالى قال: نعم قال: وما صنعت في حقه؟ قال: ما شاء الله عز وجل قال فاذهب فاحكم ما هناك ثم تعال نعلمك غرائب العلم.
قال أمير المؤمنين " عليه السلام ": في خطبة فان الغاية امامكم، وان ورائكم الساعة تحدوكم تخففوا تلحقوا فإنما ينتظر بأولكم آخركم، وقال أيضا في خطبة فما ينجو من الموت من يخافه ولا يعطى البقاء من أحبه، ومن جرى في عنان أمله عثره اجله إذا كنت في ادبار والموت في اقبال فما أسرع الملتقى؟ الحذر الحذر فوالله لقد ستر حتى كأنه غفر وتبع أمير المؤمنين " عليه السلام ": جنازة فسمع رجلا يضحك فقال: كأن الموت فيها على غيرنا كتب وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي نرى من الأموات سفر عما قليل الينا راجعون نبوئهم أجداثهم، ونأكل تراثهم قد نسينا كل واعظ وواعظة ورمينا بكل حاجة وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموت، ومن أكثر ذكر الموت رضى من الدنيا باليسير.
قال الصادق " عليه السلام ": مكتوب في التوراة نحنا لكم فلا تبكوا وشوقناكم فلا تشاقوا اعلم القتالين ان لله سيفا لا ينام وهو جهنم أبناء الأربعين أوفوا للحساب أبناء الخمسين زرع قد دنى حصاده أبناء الستين ماذا قدمتم وماذا أخرتم أبناء السبعين عدو أنفسكم في الموتى أبناء الثمانين يكتب لكم الحسنات ولا يكتب عليكم السيئات أبناء التسعين أنتم اسراء الله في ارضه ثم يقول: ما يقول في رجل كريم أسر رجلا ماذا يصنع به قلت يطعمه ويسقيه ويفعل به فقال: فما ترى الله صانعا بأسيره.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما خلق الله آدم اشتكت الأرض إلى ربها لما اخذ منها فوعد ان يرد فيها ما اخذ منها فما من أحد إلا يدفن في التربة التي خلق منها.
(وروى) ان سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان الفارسي يعوده فبكى سلمان فقال له سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ توفى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو عنك راض وترد الحوض عليه فقال سلمان: اما انا لا أبكى جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهد الينا فقال: لتكن بلغة أحدكم كزاد الراكب وحولي هذه الأساود وإنما حوله أجانة وجفنة ومطهرة.