قال علي: هذا كلام لا يفهمه قائله فكيف سامعه! وحق قائله سكنى المارستان ومعاناة دماغه ويقال له: أجعل هذا الكلام حجة في المساواة بين الامرين؟ وأيضا: فقد قال الباطل والكذب، بل من ابتدأ صلاة لا ينوي بها شيئا فليس مصليا ولا شئ له، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإنما لكل امرئ ما نوى) فنحن ندين بأن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بالاتباع من كلام هذا الممخرق بالهذيان! * ثم لو صح هذا الحديث الذي ذكروه من طريق معاذ بن رفاعة لما كان لهم فيه متعلق أصلا، لأنه واضح المعنى، وكأن يكون قوله عليه السلام (إما ان تخفف عن قومك أو اجعل صلاتك معي) أي لا تصل بهم إذا لم تخفف بهم، واقتصر على أن تكون صلاتك معي فقط، هذا مقتضى ذلك اللفظ الذي لا يحتمل سواه * وموه بعضهم بخبر رويناه من طريق قتادة عن عامر الأحول (1) عن عمرو بن شعيب عن خالد بن أيمن المعافري (2) قال: (كان أهل العوالي يصلون في منازلهم ويصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيدوا الصلاة في يوم مرتين) (3) * وخبر آخر فيما كتب به إلى أبو سليمان داود باب شاذ بن داود المصري (4) قال ثنا عبد الغني بن سعيد الأزدي الحافظ ثنا هشام بن محمد بن قرة الرعيني ثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي قال ثنا الحسين بن نصر قال سمعت يزيد بن هارون يقول أنا الحسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار قال: أتيت ابن عمر على البلاط وهم يصلون، فقلت: ألا تصلى معهم؟ قال قد صليت في رحلي: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تصلى فريضة في يوم مرتين) (5) *
(٢٣٢)