بالامام فيها، وهي قوله عليه السلام: (فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا) فههنا أمر عليه السلام بالائتمام فيه، لا في النية التي لا سبيل إلى معرفتها لغير الله تعالى ثم لناويها وحده * والعجب كل العجب ان المحتجين بهذا الخبر فيما ليس فيه منه اثر من ايجاب موافقة نية المأموم لنية الامام - أول عاصين لهذا الخبر، فيقولون: لا يقتدى المأموم بالامام في قول: (سمع الله لمن حمده)! فإذا قيل لهم: هذا، قالوا: لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقيل لهم: ولا نهى عنه ولا ذكر عليه السلام أيضا موافقة نية المأموم للامام، لا في هذا ولا في غيره، ثم خالفه المالكيون في امره بأن نصلى قعودا إذا صلى قاعدا، فأي عجب أعجب من احتجاجهم بخبر يخالفون نص ما فيه، ويوجبون به ما ليس فيه؟! نعوذ بالله من مثل هذا * وقال عليه السلام. (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) فنص عليه السلام نصا جليا على أن لكل أحد ما نوى، فصح يقينا ان للامام نيته، وللمأموم نيته، لا تعلق لإحداهما بالأخرى، وما عدا هذا فباطل بحت لا شك فيه. وبالله تعالى نتأيد * حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا يحيى بن يحيى انا هشيم عن منصور عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله: (ان معاذ بن جبل كان يصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشاء الآخرة، ثم يرجع إلى قومه فيصلى بهم تلك الصلاة) (1) * وبه إلى مسلم: ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان هو ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله: (ان معاذ بن جبل كان يصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي فيؤم قومه، فصلى ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم أتى قومه فأمهم، فافتتح بسورة البقرة، فانحرف رجل فسلم ثم صلى وحده وانصرف، فقالوا له: أنافقت يا فلان؟ قال: لا والله، ولآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، انا أصحاب نواضح نعمل بالنهار، وان معاذا صلى معك العشاء ثم أتى فافتتح بسورة البقرة، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ فقال: يا معاذ، أفتان أنت؟ اقرأ بكذا واقرأ بكذا) (2) *
(٢٢٥)