قال علي: وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة الباقية أبدا كما حدثنا عبد الرحمن ابن عبد الله الهمداني ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا آدم ثنا شعبة عن عبد الله ابن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) (1) * قال علي: وقال مالك: يؤم الأفضل وإن كان أقل قراءة. وهذا خطأ، لأنه خلاف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الاعرابي ثنا الدبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج أنا نافع أنه سمع ابن عمر يقول: (كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنصار في مسجد قباء، فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة، وزيد بن حارثة، وعامر بن ربيعة * قال على: وحدثناه عبد الرحمن بن عبد الله ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
(لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضعا بقباء (2) قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا) (3) * قال علي: فهذا فعل الصحابة رضي الله عنهم بعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مخالف لهم من الصحابة في ذلك * فان قيل: إن عمر قدم صهيبا * قلنا: نعم وصار صهيب أميرا مستخلفا من قبل الامام، فهو أحق الناس يومئذ لأنه سلطان * قال علي: وروينا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن جبير فقال أبو سلمة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمهم أقرؤهم، وإن كان أصغرهم سنا، فإذا أمهم فهو أميرهم) وقال أبو سلمة: فذاك أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم