عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس بن مالك أن أبا موسى الأشعري والنعمان بن مقرن اتعدا موعدا فجاء أحدهما إلى صاحبه وقد صلى، فصلى الفجر مع صاحبه. وبه إلى حماد بن سلمة عن ثابت البناني وحميد كلاهما عن أنس بن مالك قال: قدمنا مع أبي موسى الأشعري فصلى بنا الفجر في المربد (1)، ثم جئنا إلى المسجد الجامع فإذا المغيرة بن شعبة يصلى بالناس، والرجال والنساء مختلطون، فصلينا معهم. فهذا فعل الصحابة في صلاة الفجر بخلاف (2) قول أبي حنيفة، وبعد أن صلوا جماعة بخلاف قول مالك، ولا يعرف لهم من الصحابة مخالف يخص صلاة المنفرد دون غيره * وروينا من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن جابر (3) عن سعد بن عبيد عن صلة بن زفر العبسي: خرجت مع حذيفة فمر بمسجد فصلى معهم (4) الظهر وقد كان صلى، ثم مر بمسجد فصلى معهم العصر وقد كان صلى، ثم مر بمسجد فصلى معهم المغرب وشفع بركعة وكان قد صلى * وعن قتادة قال: يعيد العصر إذا جاء الجماعة. قال سعيد بن المسيب: صل مع القوم فان صلاتك معهم تفضل صلاتك وحدك بضعا وعشرين صلاة * وعن سفيان عن جابر (5) عن الشعبي: لا بأس أن تعاد الصلاة كلها * وعن ابن جريج عن عطاء: إذا صليت المكتوبة في البيت (6) ثم أدركتها مع الناس فانى أجعل التي صليتها في بيتي نافلة، وأجعل التي (7) صليت مع الناس المكتوبة، لو لم أدرك إلا ركعة واحدة منها * قال: وسئل عطاء عن المغرب يصليها الرجل في بيته ثم يجد الناس فيها؟
قال: أشفع التي صليت في بيتي بركعة ثم أسلم ثم ألحق بالناس، فأجعل التي هم بيها المكتوبة *