الله ورسوله أولئك الصادقون، والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا إلى قوله تعالى المفلحون) ثم قال: وبقيت منزلة، فأحسن ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت، ثم قرأ: والذين جاءوا من بعدهم. الآية أما اللغات فقوله: فإن لي مخرفا. في رواية مخراف، والمخرف والمخراف الحديقة من النخل أو العنب أما أحاديث الفصل فإنها تدل على أن الصدقة من الولد تلحق الوالدين بعد موتهما بدون وصية منهما، ويصل إليهما ثوابها فيخصص العام من قوله تعالى (وأن ليس للانسان إلا ما سعى) أخبرنا الربيع بن سليمان قال حدثنا الشافعي إملاء قال: يلحق الميت من فعل غيره وعمله ثلاث: حج يؤدى عنه، ومال يتصدق به عنه أو يقضى، ودعاء. فأما ما سوى ذلك من صلاة أو صيام فهو لفاعله دون الميت، وإنما قلنا بهذا دون ما سواه استدلالا بالسنة في الحج خاصة قياسا. وذلك الواجب دون التطوع ولا يحج أحد عن أحد تطوعا لأنه عمل على البدن. فأما المال فإن الرجل يجب عليه فيما له الحق من الزكاة وغيرها فيجزيه ان يؤدى عنه بأمره لأنه إنما أريد بالفرض فيه تأديته إلى أهله لا عمل البدن، فإذا عمل امرؤ عنى ما فرض من مالي فقد أدى الفرض عنى.
واما الدعاء فإن الله عز وجل ندب العباد إليه. وامر رسوله صلى الله عليه وسلم به فإذا جاز ان يدعى للأخ حيا جاز ان يدعى له ميتا، ولحقه إن شاء الله تعالى بركة ذلك، مع أن الله عز ذكره واسع لان يوفى الحي اجره ويدخل على الميت منفعته. وكذلك كلما تطوع رجل عن رجل صدقة تطوع اه وقال شيخنا النووي في كتاب الأذكار في باب ما ينفع الميت من قول وغيره اجمع العلماء على أن الدعاء للأموات ينفعهم ويصلهم ثوابه: واحتجوا بقول الله تعالى (والذين جاءوا من بعدهم) الآية وغير ذلك من الآيات المشهورة بمعناها.
وفى الأحاديث المشهورة كقوله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد، وكقوله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر لحينا وميتنا وغير ذلك.
واختلف العلماء في وصول ثواب قراءة القرآن، فالمشهور من مذهب الشافعي