مبادئ ذلك ونتائجه، ويتلقى فيه مبادئ اللغة العربية وعلومها والعلوم الأخرى التي تضع بيد الصغير مفاتيح النجح والفوز والخير في هذه الحياة وما بعدها، وتغرس في قلبه وفي نفسه محبة الخلق الرضي وأصول الطباع الكريمة المهذبة النافعة له في دينه ودنياه ويجب أن يتولى الولي والثقاة من معلميه ومرشديه صيانته عما يفسد الخلق ويشين الحياة ويضر بالدين أو العقيدة.
[المسألة 22:] يجوز للولي أن يدفع الصبي إلى من يثق بأمانته وبحسن سلوكه ومعاملته ليعلمه بعض الصنايع أو يعوده على بعض الأعمال التي تنفعه في الحياة، أو يجعله أجيرا أو عاملا لديه في الأمور التي يمكنه القيام بها مقابل أجر معين في أوقات محددة، فيتعود بذلك على الكسب المحلل والحفاظ على الوقت وأداء الواجب، واحترام العمل واحترام الناس.
[المسألة 23:] إذا كان الصغير يتيما وكان انفاق الولي عليه من مال الصغير نفسه فعليه مراعاة الاقتصاد والتوسط في ذلك بلا سرف ولا تقتير وأن يلاحظ شأن الصغير وشأن أمثاله في المجتمع والشرف والمنزلة وفي التمكن وعدمه في كل من الطعام والشراب واللباس والسكنى، وإذا زاد في الانفاق على ما يقتضيه الحال كان ضامنا للزيادة التي أتلفها في إنفاقه، وإذا قتر في الصرف وجب عليه أن يحفظ للطفل ما تركه للتقتير.
[المسألة 24:] إذا كان اليتيم من أفراد العائلة التي يكفلها الولي ويقوم بالانفاق عليها جاز له أن يخلط اليتيم مع العائلة في مأكلهم ومشربهم ومسكنهم، ويصرف عليهم صرفا واحدا، ثم يوزع مجموع ما ينفقه على رؤوسهم بالمساواة، فينال اليتيم ما ينال أحدهم من حصة ويأخذها الولي من ماله، وجاز له أن يفرده في مأكله ومشربه ومسكنه، وأما اللباس فلا بد وأن يكون لكل فرد منهم ملبسه الخاص به، وكذلك إذا كان الولي يقوم بالانفاق على عدة من اليتامى وكانوا من أسرة واحدة أو كانوا متماثلين في الشأن وفي التمكن، فيجوز للولي أن يخلط اليتامى كلهم في