يوم لعمار في سفر له: يا عمار بلغنا أنك أجنبت فكيف صنعت؟ قال: تمرغت يا رسول الله في التراب، قال: فقال: كذلك يتمرغ الحمار أفلا صنعت كذا؟ ثم أهوى بيديه إلى الأرض فوضعها على الصعيد ثم مسح بجبينيه " الخ (1) إلى غير ذلك وقد يتوهم دلالة الصحيحة على مخالفة الصعيد للأرض حيث قال فيها أهوى بيديه إلى الأرض فوضعهما على الصعيد، فلو كان الصعيد هو الأرض لقال فوضعهما عليها.
وفيه أنه من المحتمل أن يكون ذلك لأجل إفادة أن الصعيد هو الأرض، وهذه الطائفة مضافا إلى دلالتها على المذهب المشهور يمكن الاستشهاد بها على كون الصعيد في الآية هو الأرض لا التراب خاصة، فإنه لا شبهة في أن قضية عمار قضية واحدة حكاها الأئمة عليهم السلام بتعبيرات مختلفة نقلا بالمعنى، ففي رواية " فوضع بده على المسح " وفي أخرى " فضرب بيديه على الأرض " وفي ثالثة " أهوى بيديه إلى الأرض فوضعهما على الصعيد " فيظهر منها كون الأرض والصعيد واحدا ليصح النقل بالمعنى.
اللهم إلا أن يقال إن النقل بالأعم والأخص غير مضر بعد أن لا تكون العناية بنقل ما يتيمم به بل بأصل القضية ولهذا قال أبو عبد الله عليه السلام: فوضع يده على المسح.
لكن يظهر من أبي جعفر عليه السلام في نقل القضية عناية بذكر ما يتيمم به، فراجع ما روي عنه في القضية (فح) يتم المطلوب، وهو كون المراد بالصعيد في الآية هو الأرض لا التراب.
ثم إنه يظهر من قوله: " أفلا صنعت كذا ثم أهوى بيديه " الخ وقوله: " هكذا يصنع الحمار إنما قال الله عز وجل فتيمموا صعيدا طيبا " الخ إن ما صنع عمار خلاف المتفاهم من الآية الشريفة، فيحتمل أن يكون مراده إفادة أن الآية تدل على أن المسح من الصعيد لا مسح الجسد على الأرض، فتدل على ظهور " من " في الابتدائية، وإلا فمع التبعيضية كان الظاهر جواز مسح الأعضاء بالأرض.
إلا أن يقال: إن اعتراض رسول الله صلى الله عليه وآله عليه لتمرغه على الأرض في بدل