وروى باسناده عن المقداد بن الأسود الكندي، قال: «كنا جلوساً بين يدي رسول اللَّه، اذ جاء اعرابي بدوي متنكب على قوسه- وساق الحديث بطوله حتى قال- وعلي بن أبي طالب قائم يصلي في وسط المسجد ركعات بين الظهر والعصر فناوله خاتمه، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بخ بخ بخ وجبت الغرفات، فأنشأ الأعرابي يقول:
يا ولي المؤمنين كلهم | وسيد الأوصياء من آدم | |
قد فزت بالنفل يا أبا حسن | اذ جادت الكف منك بالخاتم | |
فالجود فرع وأنت مغرسه | وأنتم سادة لذا العالم |
فعندها هبط جبرئيل بالآية: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ» «2».
وروى باسناده عن عباية بن ربعي قال: «بينما عبداللَّه بن عباس جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، اذ أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول: قال رسول اللَّه إلا قال الرجل: قال رسول اللَّه، فقال ابن عباس: سألتك باللَّه من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال: ايها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري، سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بهاتين والا فصمتا، ورأيته بهاتين والا فعميتا وهو يقول: علي قائد البررة وقاتل الكفرة، منصور من نصره، ومخذول