بم قضيت بينهما؟ فقال شريح: لو كان عندي ما أقضي بينهما لم آتكم بهما، فأخذ علي تبنة من الأرض فرفعها، فقال: ان القضاء في هذه أيسر من هذه ثم دعا بقدح، فقال لاحدى الامرأتين: احلبي فحلبت، فوزنه، ثم قال للأخرى: احلبي، فحلبت فوزنه، فوجده على النصف من لبن الأولى، فقال لها: خذي أنت ابنتك وقال للأولى: خذي أنت ابنك، ثم قال لشريح: أما علمت أن لبن الجارية على النصف من لبن الغلام، وأن ميراثها نصف ميراثه وأن عقلها نصف عقله، وأن شهادتها نصف شهادته، وأن ديتها نصف ديته هي على النصف من كل شي ء، فأعجب به عمر اعجاباً شديداً، ثم قال: يا أبا الحسن، لا ابقاني اللَّه لشديدة لست لها ولا في بلد لست فيه» «١».
د- قضاؤه في زمن عثمان بن عفان
روى المتقي عن الحسن بن سعد عن أبيه: «أن يحيس وصفّية كانا من سبي الخمس، فزنت صفية برجل من الخمس، وولدت غلاماً فادعى الزاني ويحيس، فاختصما الى عثمان، فرفعهما عثمان إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال علي:أقضي فيهما بقضاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: الولد للفراش وللعاهر