جعلها في وفي أهل بيتي «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ» الآية، وكان على خاتمه الذي تصدّق به سبحان من فخري بأني له عبد» «١».
ولنعم ما عقب به ابن البطريق على هذه الروايات بقوله: «اعلم أنّ اللَّه سبحانه وتعالى قد ذكر في هذه الآية فرض طاعته تعالى على خلقه، وثنّى بذكر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وثلّث من غير فاصلة بذكر أميرالمؤمنين عليه السّلام فلمّا ذكر انه سبحانه وتعالى وليّنا ورسوله صلّى اللَّه عليه وآله ولينا كذلك، ثم ذكر أميرالمؤمنين عليه السّلام في ثالث الذكر من غير فاصلة، علم أنه قد وجب له من ولاء الأمة ما وجب للَّه تعالى ولرسوله على حد واحد من حيث حصل الإخبار بوجوب ولايتهم جميعاً في آية واحدة ولا تخصيص.
وإنما ذكر القديم تعالى رسوله صلّى اللَّه عليه وآله بعد ذكر فرض طاعته تعالى: ليعلم الأمة بأنّ لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله من فرض الطاعة ما للَّه تعالى، وكذلك ذكر سبحانه وتعالى ثالثاً ولاية مولانا أميرالمؤمنين عليه السّلام ليعلم الأمة ان له من وجوب الطاعة ما للَّه سبحانه وتعالى ولرسوله، وإذا كان هذا هو المراد ثبت له ولاء الأمة بعد رسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالوحي العزيز الذي «لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ» «٢» وزاده تعالى تأكيداً ووجوباً بقوله تعالى «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ» ولفظة (انّما) للتحقيق والاثبات ومعنى ذلك انها محققة لما ثبت نافية لما لم يثبت، بدليل قوله تعالى: «إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» فأثبت له صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الانذار بلفظة (انما) لأنها للتحقيق والاثبات وهو المنذر صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعلي