قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٢ - الصفحة ٤٦١
اثنا عشر رجلًا وامرأة، ثم قام في الجمعة الثالثة، فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت منهم عصابة فقال: كم أنتم؟ فعدا أنفسهم، فاذا اثنا عشر رجلًا وامرأة، فقال: والذي نفسي بيده، لو اتبع آخركم أوّلكم لالتهب عليكم الوادي ناراً وأنزل اللَّه عزّوجل:«وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً» «١».
روى فرات باسناده عن السدي قال: مرّ دحية الكلبي بتجارة له من الشام من طعام وغيره وكان التجار قد بطوا عن المدينة فاصابهم لذلك جهد، فبينما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يخطب الناس في المسجد يوم الجمعة اذ قامت العير فانفض الناس اليها وتركوا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قائماً يخطب مخافة تفرقهم ولم يبق مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الّا خمسة عشر فأنزل اللَّه «وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ» «٢».
(سورة المنافقون)
«إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ» «3».
روى الحميدي باسناده عن زر بن حبيش قال: قال علي بن أبي طالب:
«لقد عهد إلى النبي الأمي أنه لا يحبك الّا مؤمن ولا يبغضك الّا منافق» «4».

(١) تفسير الطبري ج ٢٨ ص ١٠٤.
(٢) تفسير فرات الكوفي ص ١٨٤.
(٣) سورة المنافقون: ١.
(٤) مسند الحميدي ج ١ ص ٣١ رقم/ 58.
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»
الفهرست