فان قيل: انّ هذه اللفظة أتت على سبيل العموم دون الخصوص بذكر«وَالَّذِينَ آمَنُوا» لان كلّاً من الذين آمنوا يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة فايّ تخصيص حصل لأمير المؤمنين دونهم؟.
قيل: الجواب عن ذلك انّه ليس كل مؤمن اقام الصلاة وادّى الزكاة في ركوعه، ولم يعلم من لدن آدم الى يومنا هذا أحد تصدق بالخاتم في الركعة ونزلت في حقه آية غير أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام، فقد ابان اللَّه تعالى الفرق بينه وبين غيره من المؤمنين وخصّص ما كان بلفظ العموم غاية التخصيص بقوله تعالى: «وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ» وذكره تعالى بلفظ الجمع كما ذكره سبحانه وتعالى وتقدس في آية المباهلة بلفظ الجمع بقوله تعالى: «وَأَنفُسَنَا» وهو نفس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في هذه الآية، وكما ذكر سبحانه وتعالى الزهراء عليها السلام بلفظ الجمع وهي واحدة في آية المباهلة ايضاً، «وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ» وهي واحدة وكلّ ذلك للتعظيم وللَّه المنة والحمد.
يا من به وله الامامة أصبحت فرعاً وأصلًا | يا من به وله الفخار بدا محلًا | |
يا من له فصل الخطاب ومن له الشرف المعلّا | يا من غدا الذكر الحكيم بفضله يتلى ويُملا» «١» |
روى الكنجي باسناده عن أنس بن مالك أن سائلًا أتى المسجد وهو يقول: