(سورة القيامة)
«فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى* وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى* ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى» «٣».روى الحاكم الحسكاني بإسناده عن عمّار بن ياسر قال: «كنت عند أبي ذر الغفاري في مجلس لابن عباس وعليه فسطاط وهو يحدّث الناس إذ قام أبو ذر حتى ضرب بيده الى عمود الفسطاط، ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته باسمي، أنا جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري، سألتكم بحق اللَّه وحق رسوله. أسمعتم رسول اللَّه يقول: ما أقلّت الغبراء ولا أظلت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أتعلمون أيها الناس أن رسول اللَّه جمعنا يوم غدير خم ألف وثلاثمائة رجل، وجمعنا يوم سمرات خمسمائة رجل، وفي كل ذلك يقول: اللهم من كنت مولاه فان علياً مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام عمر فقال: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فلما سمع ذلك معاوية بن أبي سفيان اتكأ على المغيرة بن شعبة وقام وهو يقول: لا نقرّ لعلي بولاية، ولا نصدق محمّداً في مقالته، فأنزل اللَّه تعالى على نبيّه «فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى* وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى* ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى» تهدّداً من اللَّه تعالى وإنتهاراً. فقالوا: اللهم نعم» «4».