(سورة الذاريات)
«وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً* فَالْحَامِلَاتِ وِقْراً* فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً* فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً* إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ* وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ* وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ* إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ* يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ» «١».روى إبراهيم الثقفي باسناده عن أبي عمرو الكندي. قال كنا ذات يوم عند علي فوافق الناس منه طيب النفس ومزاح .. قلنا: فحدثنا عن نفسك، قال: مهلًا نهانا اللَّه عن التزكية، قال له رجل: فان اللَّه يقول: «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» قال:
فاني احدث بنعمة ربي، كنت واللَّه إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت. وان تحت الجوانح مني لعلماً جماً فاسألوني. فقام إليه ابن الكواء فقال: يا أميرالمؤمنين، فما قول اللَّه: «وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً»؟ قال: الرياح، ويلك، قال: فما «فَالْحَامِلَاتِ وِقْراً»؟
قال: السحاب، ويلك قال: فما «فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً»؟ قال: السفن، ويلك. قال: فما «فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً»؟ قال: الملائكة، ويلك، يقول: ويلك، أي لا تعد الي متعنّتاً قال: فما «وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ»؟ قال: ذات الخلق الحسن «٢».
روى علي بن إبراهيم باسناده عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول في قول اللَّه عزّوجل: «إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ» يعني في علي عليه السّلام «وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ» يعني علياً وعلي هو الدين وقوله: «وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ» قال: السماء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وعلي عليه السّلام ذات الحبك وقوله: «إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ» يعني مختلف في علي يعني اختلفت هذه الأمة في