وروى باسناده عن حذيفة بن اليمان قال: «كنت واللَّه جالساً بين يدي رسول اللَّه وقد نزل بنا غدير خم، وقد غص المجلس بالمهاجرين والأنصار فقام رسول اللَّه على قدميه فقال: يا أيها الناس إن اللَّه أمرني بأمر فقال:
«يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ» ثم نادى علي بن أبي طالب فأقامه عن يمينه، ثم قال: يا أيها الناس الم تعلموا أني أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا: اللهم بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، فقال حذيفة: فواللَّه لقد رأيت معاوية قام وتمطّى وخرج مغضباً واضعاً يمينه على عبد اللَّه بن قيس الأشعري ويساره على المغيرة بن شعبة. ثم قام يمشي متمطّئاً وهو يقول: لا نصدّق محمّداً على مقالته ولا نقرّ لعلي بولايته، فأنزل اللَّه
«فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى* وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى* ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى» فهمّ به رسول اللَّه أن يردّه فيقتله فقال له جبرئيل: لا تحرك به لسانك لتعجل به فسكت عنه» «١».
(سورة الانسان)
«إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً* عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً* يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً* وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً* إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً* فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً* وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً» «٢».
روى ابن المغازلي باسناده عن طاوس في هذه الآية
«وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى