واخذل من خذله» «١».
وباسناده عن ابن عباس قال: «بينما النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكة ايام الموسم اذ التفت الى علي، فقال: هنيئاً لك يا أبا الحسن ان اللَّه قد أنزل عليّ آية محكمة غير متشابهة ذكري واياك فيها سواء:«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» الآية» «٢».
وروى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن مجاهد قال: «نزلت هذه الآية بغدير خم، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وبارك وسلّم: اللَّه أكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي» «٣».
اقول: روى البحراني في (غاية المرام) في تفسير هذه الآية من طريق العامة ستّة أحاديث، ومن الخاصة خمسة عشر حديثاً.
قال العلامة البهبهاني: اعلم ان الآية الكريمة تدل على نصب جميع خلفاء الرسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم والأئمة من بعده صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لا على نصب خليفة واحد منهم بعينه، والا لزم الاهمال بالنسبة الى من لم ينص على نصبه وهو مناقض لاكمال الدين واتمام النعمة، وهو صلّى اللَّه عليه وآله كما صرح بولاية أميرالمؤمنين عليه السّلام ونصبه يوم الغدير صرح بان الأوصياء من بعده صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من ذريّته «٤».
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» «5».