وغيرهم، قال: وجاء علي حتى قام على رأس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: ما يقيمك؟ إرجع إلى رحلك، ولم يأمر بالسد، فقالوا: سد ابوابنا وترك باب علي وهو أحدثنا، فقال بعضهم: تركه لقرابته، فقالوا: حمزة أقرب منه وأخوه من الرضاعة وعمه، وقال بعضهم: تركه من اجل ابنته، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخرج اليهم بعد ثالثة فحمد اللَّه واثنى عليه محمراً وجهه- وكان إذا غضب أحمر عرق في وجهه- ثم قال: أما بعد ذلكم، فان اللَّه أوحى إلى موسى ان اتخذ مسجداً طاهراً لا يسكنه الا هو وهارون وابناء هارون شبراً وشبيراً، وان اللَّه أوحى اليّ أن اتخذ مسجداً طاهراً لا يسكنه الا أنا وعلي وأبناء علي حسن وحسين، وقد قدمت المدينة، واتخذت بها مسجداً، وما أردت التحول اليه حتى أمرت، وما اعلم الا ما علّمت، وما اصنع الا ما أمرت، فخرجت على ناقتي فلقيني الأنصار يقولون: يا رسول اللَّه أنزل علينا، فقلت: خلوا الناقة فانها مأمورة حتى نزلت حيث بركت، واللَّه ما أنا سددت الأبواب وما أنا فتحتها، وما أنا أسكنت علياً ولكن اللَّه اسكنه» «١».
دلالة الحديث
يعتبر حديث سدّ الأبواب من أحسن الأدلة على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مباشرةً، وذلك لورود هذا الحديث بأسانيد صحيحة عند أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وغيرهم، ولا مجال للمناقشة في سنده بعد ذلك وبعد اعتراف غير واحدٍ من الأئمة بصحّته ...