بالبحث عن غايات الموجودات ومنافعها كما يعلم من مباحث الفلكيات ومباحث الأمزجة والمركبات وعلم التشريح وعلم الأدوية وغيرها.
واما ثانيا فلما علمت غير مره ان فعله تعالى بعين الإرادة والرضا (1) المنبعثين عن ذاته بذاته والايجاب الحاصل منهما غير الجبر الذي يكون في المبادئ الطبيعية العديمة الشعور والمبادئ التسخيرية.
واما ثالثا فهب ان الامر كما زعمه فللحكيم ان يبحث عن كيفية ترتب الافعال من مباديها الذاتية على وجه المناسبة وعدم المنافاة وان يبحث عن كيفية صدور الشر عما هو خير بالذات فينبه على أن الصادر منه أولا وبالذات هو الخير وان الشر غير صادر منه بالذات بل صدور الخيرات الكلية أدى إلى شرور جزئيه قليله العدد بالإضافة إلى تلك الخيرات العظيمة فلم يكن الصادر منه تعالى شرا أصلا كيف وبما ذكروه يدفع شبهه عظيمه من المجوس القائلين بشرك عظيم من اثبات اثنينية القديم سموهما يزدان فاعل الخير واهرمن فاعل الشر وكفى شرفا وفضلا لهم في بحث يدفع به ما هي بذر الشبهات كشبهة إبليس اللعين حين اعترض على الملائكة الذين هم من أفاضل عالم السماوات كما أن الحكماء من أفاضل طبقات الجنات بان الله لم خلقني وقد علم انى أضل عباده عن الطريق وأغويهم عن الصراط المستقيم فأجيب بالجواب القاطع لسئواله على وجه الالزام (2) للمجادل الذي لا يستعد لادراك النهج البرهاني وقيل