واما روح القرآن وسره ولبه فلا يدركه الا أولوا الألباب وذو البصائر إذ حقيقة الحكمة لا تنال الا بموهبة الله ولا يبلغ الانسان إلى مرتبه يسمى حكيما الا بان يفيض الله عليه من حكمته حكمه ومن لدنه علما لان العلم والحكمة من صفاته الكمالية والعليم الحكيم من أسماء الله الحسنى ولا بد في من له نصيب منهما ان يكون ذلك بمجرد موهبة الله إياه له ولذلك قال سبحانه بعد قوله ويعلمهم الكتاب والحكمة الآية ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وسمى الحكمة خيرا كثيرا وقال ومن يؤت الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا وما يذكر الا أولوا الألباب الفصل في توضيح ما ذكرناه وتبيين ما أجملناه من كون معرفه لب الكتاب مختصه باهل الله من ذوى البصائر والألباب اعلموا أيها الاخوان السالكون المعتنون بأمر الدين وفهم غرائب الكلام المبين ان فهم غرائبه ورموزه وعجائبه مما لم يتيسر لاحد من الناس وإن كان من الأكياس الا لمن دارس علم اليقين وتعلم في مدارس آل ياسين ومكتب أهل التقديس وأهل الذكر الحكيم وقراءة الآيات من أرقام اللوح العظيم ونسخه الأصل الكريم الذي هو الامام المبين وكان معلمه علمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ومؤدبه أدبني ربى فأحسن تأديبي وكان كاتب لوحه بالقلم ومصور صحيفة نفسه بصوره العلم والحكم هو ربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم فالله سبحانه معلمه لا سبب آخر من الأسباب كفكر أو تقليد أو قياس أو رواية أو سماع بل بان يتلقى القرآن من لدن حكيم عليم أو يسمع بسماع باطني في عالم الغيب من عند مطاع ثم امين.
رمز قرآني وتلويح كلامي ان أول ما ينكشف لأولاد روح القدس في مكتب التقديس معنى اللوح والقلم و الكتابة والرقم ومعنى ألم وطه ويس والقرآن الحكيم ومعنى ص والقرآن ذي الذكر