غيره كذلك يفتقر في بقائه إلى عله هي غير ذاته فلا معنى لكون الشئ حافظا لكماله بل الامر بالعكس أولى لان كمال كل شئ بما هو مقوم ذاته ومحصل مادته ومنوع جنسه.
فعلم من جميع ذلك ان العشق الحافظ لكل معلول هو عشقه لعلته الذي هو عبارة عن انتساب وجوده إليها وارتباطه بها فبهذا الانتساب أعني الوجود الانتسابي ينحفظ هويه المعلول ويتم بقائه بمفيد وجوده (1) ومكمل ذاته وهذا معنى قولهم لولا عشق العالي لانطمس السافل.
وعلم بما قررنا ان العشق سار في جميع الموجودات على ترتيب وجودها فكما انه نشا من كل وجود أقوى وجود أضعف حتى انتهى إلى وجود المواد والأجسام فكذا ينشأ من كل عشق أسفل عشق أعلى حتى ينتهى إلى عشق واجب الوجود فجميع الموجودات بحسب ما لها من الكمالات اللائقة طالبه لكمالات واجب الوجود لذاته متشبهة به في تحصيل ذلك الكمال فالباري تقدست أسماؤه هو غاية جميع الموجودات ونهاية مراتبها فالعشق والشوق سبب وجود الموجودات على كمالاتها الممكنة لها وسبب دوامها ولولا العشق والشوق ما أمكن حدوث حادث للعالم الجسماني ولا تكون متكون في عالم الكون والفساد الفصل في بيان ان المعشوق الحقيقي لجميع الموجودات وإن كان شيئا واحدا في المال وهو نيل الخير المطلق والجمال الأكمل الا ان لكل واحد من أصناف الموجودات معشوقا خاصا قريبا يتوسل بعشقه إلى ذلك المعشوق العام قد أوضحنا فيما سبق ان جميع الموجودات متوجهة إلى طلب الحق الأول توجها