فلا حكيم بالحقيقة الا الله وحده واطلاق الحكمة والمعرفة على غيره بضرب من المجاز والتشبيه ولهذا خوطب الكل بقوله تعالى وما أوتيتم من العلم الا قليلا الفصل في اثبات ان جميع الموجودات عاشقه لله سبحانه مشتاقة إلى لقائه والوصول إلى دار كرامته اعلم أن الله سبحانه قد قرر لكل موجود من الموجودات العقلية والنفسية والحسية والطبيعية كمالا وركزنا في ذاته عشقا وشوقا إلى ذلك الكمال وحركة إلى تتميمه فالعشق (1) المجرد عن الشوق يختص بالمفارقات العقلية التي هي بالفعل من جميع الجهات ولغيرها من أعيان الموجودات التي لا تخلو عن فقد كمال وفيها القوة والاستعداد عشق وشوق إرادي بحسبه أو طبيعي بحسبه على تفاوت درجات كل منهما ثم حركة تناسب ذلك الميل اما نفسانية أو جسمانية والجسمانية اما كيفية كما في المركبات الطبيعية أو كميه كما في الحيوان والنبات خاصه (2) أو وضعيه كما في الأفلاك أو اينيه كما في العناصر.
والبرهان على ذلك انك قد علمت أن الوجود كله خير (3) ومؤثر ولذيذ