الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣٠
تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ان في السماوات والأرض لايات للمؤمنين وفي خلقكم وما يبث من دابسة آيات لقوم يوقنون واختلاف الليل والنهار وما انزل الله من السماء من رزق فأحيى به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق إلى قوله فبشره بعذاب اليم وقوله وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون وهذا التسخير تسخير ذاتي انما وقع للانسان الكامل عند اتصاله بعالم الامر المحيط بالكل وقوله في الأحقاف تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما الا بالحق واجل مسمى وقوله في الجمعة يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم هو الذي بعث في الأميين إلى قوله لفي ضلال مبين إلى غير ذلك من مواضع القرآن والسر في ذلك (1) ان القرآن والآيات المنزلة هي بعينها آيات كلاميه عقلية في مقام وكتب لوحيه في مقام واكوان خلقية في مقام وألفاظ مسموعه بهذه الاسماع الحسية أو نقوش مكتوبه مبصرة في المصاحف بهذه الابصار الحسية فالحقيقة واحده والمجالى متعددة والمشاهد مختلفه والمواطن كثيره فصل في كشف النقاب عن وجه الكتاب ورفع الحجاب عن سر الكلام وروحه لأولي الألباب اعلم أيها المسكين ان هذا القرآن انزل من الحق إلى الخلق مع الف حجاب لأجل

(١) والسر فيه ان الوجود الكتبي واللفظي والذهني والعيني سواء كان حقيقة أو رقيقه جميعها ظهورات بشئ واحد والماهية في ذوى الماهية محفوظه وللوجودات أصل محفوظ وليس فيها تفاوت الا بالشدة والضعف والظل ليس مبائنا لذي الظل ولا الاسم بما هو عنوان مبائنا للمسمى والرقيقة حكاية للحقيقة وبالعكس وان كانت الحكايتان بالتفاوت تفاوت الحاكيين وبالجملة القرآن ثلثه تدويني هو ما بين الدفتين وتكويني وهو اما آفاقي واما نفسي فمن قرء اي واحد من الثلاثة على وجهه كان كمن قرء الباقيين س قده.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست