الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ١٩
الفصل في فائدة انزال الكتب وارسال الرسل إلى الخلق اعلم أن الله تعالى لما أراد الابداع وحاول ان يخلق حقائق الأنواع لظهور أسمائه وصفاته كان عنده علوم جمه من غير مجالي (1) وكلمات كثيره من غير آله لبيان ومقال وكتب عديده بلا صحائف ولا أوراق لأنها قبل وجود الأنفس والآفاق فخاطب بخطاب كن لمن كمن في علمه ولم يكن في الوجود سواه فأوجد أول ما أوجد حروفا عقلية وكلمات ابداعية قائمه بذاتها من غير مادة وحركاتها واستعداد أداتها وهي عالم القضاء العقلي ثم اخذ في كتابه الكتب وتصوير الكلمات وترتيب الآيات على ألواح الجواهر والابعاد وتصوير البسائط والمركبات بمداد المواد وهو عالم القدر التفصيلي كما قال الله تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن (2) يتنزل الامر بينهن وكما قال تعالى فقضاهن سبع سماوات في يومين (3)

(1) هذا في العلم التفصيلي الذي هو منشا الكثرة في مقام الوحدة وفي الرحمة الصفتية التي هي منشا الرحمة الفعلية بقرينه قوله قده لظهور أسمائه وقوله فأوجد أول ما أوجد الخ لا العلم الذاتي الذي في المرتبة الأحدية والتكلم الذاتي لأنه بسيط فرد وإن كان ذلك العلم أيضا بقاعدة بسيطه الحقيقة كل الخيرات علما اجماليا في عين الكشف التفصيلي الا انه ليس الكلام فيه كما يشهد به كلماته س قده (2) اي في العدد فقط أو في كونها سماوات أيضا وذلك إذا عرف النفس التي من الأرض حقائق السماوات بالعنوانات المطابقة انها ما هي وهل هي ولم هي فان الأشياء تحصل بأنفسها في الذهن والوجود ما به الامتياز فيه عين ما به الاشتراك أو هي النفس والقلب والعقل إلى آخر المراتب السبع للانسان كما سيجئ يتنزل الامر اي عالم الامر بينهن س قده (3) اي يوم مضى وهو آن دثوره ويوم يأتي وهو آن حدوثه وكل طبيعة سيالة هذه حالتها أو يوم نوراني هو وجه الله منه ويوم ظلماني هو وجه النفس منه أو يومى الصورة و المادة أو يومى الدهري المثالي والزماني الطبيعي وأوحى في كل سماء امرها اي الكلمة الروحية التي هي من عالم الامر س قده.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست