الفصل في فائدة انزال الكتب وارسال الرسل إلى الخلق اعلم أن الله تعالى لما أراد الابداع وحاول ان يخلق حقائق الأنواع لظهور أسمائه وصفاته كان عنده علوم جمه من غير مجالي (1) وكلمات كثيره من غير آله لبيان ومقال وكتب عديده بلا صحائف ولا أوراق لأنها قبل وجود الأنفس والآفاق فخاطب بخطاب كن لمن كمن في علمه ولم يكن في الوجود سواه فأوجد أول ما أوجد حروفا عقلية وكلمات ابداعية قائمه بذاتها من غير مادة وحركاتها واستعداد أداتها وهي عالم القضاء العقلي ثم اخذ في كتابه الكتب وتصوير الكلمات وترتيب الآيات على ألواح الجواهر والابعاد وتصوير البسائط والمركبات بمداد المواد وهو عالم القدر التفصيلي كما قال الله تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن (2) يتنزل الامر بينهن وكما قال تعالى فقضاهن سبع سماوات في يومين (3)
(١٩)