يتأتى له المحافظة للقرآن والمداومة على تلاوة آياته بحفظ الله تعالى قلبه عن وساوس الشيطان كما قال وانا له لحافظون ويكون قلبه عند ذلك فلكا محفوظا عن اختطاف امردة الجن والشياطين وسماء مزينه بزينة كواكب آيات الكتاب المبين التي بها رجوم أوهام المعطلين وأغاليط الموسوسين واستراق المنتحلين كما قال وحفظناها من كل شيطان رجيم الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين اشعار تنبيهي وجمله القول إن من لم يظهر عليه سلطان الآخرة ولم يقم بعد عن قبر هذه النشأة لم يطلع على معاني الكلام ورموز آيات القرآن وحروفه وكلماته ولم يحدث معه حروفه المقطعة ولم يتجل له وجه قائله ومبدئه وعظمه كاتبه ومنشيه فانتبه يا مغرور وقم من مرقدك يا محكور حتى تسافر في سبيل الله مهاجرا إلى الله ورسوله ومشاهده ملكوته الاعلى واستماع آياته الكبرى ولا تجلس مع أهل الغفلة والبطالة وذر الذين اتخذوا دينهم هزوا واشتغلوا بدنياهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم وهم الذين ذمهم الله في مواضع من كتابه ووبخهم بقوله ما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا وشكى إلى الله رسوله عنهم بقوله يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا رب رجل أديب أريب عاقل فصيح عارف بعلم اللغة والنحو والبلاغة متكلم قادر على فن المناظرة مع الخصام والالزام في علم الكلام لم يسمع حرفا من حروف القرآن ولا فهم كلمه واحده من كتاب الله النازل على عبده ولم يرغب بعد إلى ما هو بالحقيقة علم ونور وفقه وحكمه لاعراضه عن ذلك بما أكب عليه الجمهور مما يعدونه علما و ايمانا وفقها وايقانا.
فاخرج أيها الغافل من بيت حجابك وعتبة بابك واخلع عنك لباس أهل الجاهلية وانطلق عن قيودك الرسمية ورسومك العامية لترى عجائب قدره الله وعظمته في انزال القرآن وتنزيل الكتاب والفرقان وترى فتح مقاليد خزائن السماوات والأرض بمفاتيح علم الغيب المبري عن وصمه الشك والريب فان أدركك الموت في الخروج عن بيت