وما يجرى مجراها ا لا ترى ان علمنا بزيد وقدرتنا عليه وإرادتنا له ليس مجرد نسبه (1) بيننا وبينه بل فينا صفه مستقره بإزاء إضافتنا اليه وكذا علمنا بزيد وقدرتنا عليه وإرادتنا له غير علمنا بعمرو وقدرتنا عليه وإرادتنا له كيف والقوم قائلون بأنه تعالى يعلم جميع الممكنات في الأزل على الوجه التفصيلي قبل تكونها.
فالحق في الجواب ان يقال إن اضافته إلى الأشياء لا يتكثر بحسب الحقيقة كما أن صفاته الحقيقية لا تتكثر بحسب الحقيقة بل هويه الكل هويه واحده وجوديه فعالميته تعالى بكل أحد من المعلولات بعينها قادريته عليه وهي بعينها مريديته له واما تكثر اضافته تعالى إلى الأشياء بالعدد فإنما يكون على ترتيب ونظام لا يقدح في وحدته تعالى فان اضافته إلى المعلول الأول مبدء لإضافته إلى المعلول الثاني وهي لإضافته إلى الثالث وهكذا يتكثر الإضافات حسب تكثر المعلولات طولا وعرضا في سلسله الابداع والتكوين وكما أن الترتيب الواقع في ذوات المجعولات طولا وعرضا مما يصحح صدور الكثرة عن الواحد الحق فكذا ترتب الإضافات على هذا الوجه يصحح اتصافه تعالى بكثرة الإضافات وهم وتنوير وربما توهم متوهم انه إذا كان صدور المعلول عن العلة بحسب الخصوصية والمناسبة