العليم ولقلوب الأولياء (1) من طريق الكشف الإلهي الحقيقي في التمثيل من هذه الأقلام كشف صحيح كما مثلت الجنة لرسول الله ص في عرض الحائط انتهى كلامه.
وانما اقتصرنا على نقل كلامه في هذا الباب لأنه كلام محقق عند ذوى البصيرة ولم أتعرض لشرح معانيه وحل رموزه وتطبيق مقاصده على أسلوب البرهان لان المذكور في مواضع متفرقة من هذا الكتاب يكفي لمن تدبر فيها في ذلك سيما المذكور في مباحث علمه تعالى بالأشياء اجمالا وتفصيلا الفصل في ذكر ألقاب القرآن ونعوته لما علمت الفرق بين كلام الله وكتابه وهو بوجه كالفرق بين الامر والفعل فالفعل زماني متجدد وامر الله برئ عن التغير والتجدد وكذا علمت الفرق بين كون النازل قرآنا وكونه فرقانا وان أحدهما بسيط والاخر مركب فقد حصل هيهنا أربعة ألقاب الكلام والكتاب والقرآن والفرقان.
فاعلم أن من جمله أسمائه ونعوته النور لأنه نور عقلي ينكشف به أحوال المبدء والمعاد ويتراءى منه حقائق الأشياء ويهتدى به في ظلمات بر الأجسام وبحر النفوس ويظهر به للسالكين إلى دار الأخرى طريق الجنة وطريق النار قال تعالى قد جائكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات