الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٥
فما ظهر العالم الا بالكلام بل العالم كله اقسام الكلام (1) بحسب مقاماته ومنازله الثمانية والعشرين (2) في نفس الرحمن وهو الفيض الوجودي المنبعث عن منبع الإفاضة والرحمة والممكنات مراتب تعينات ذلك الفيض الوجودي والجواهر العقلية حروف (3) عاليات وهي كلمات الله التامات التي لا تبيد ولا تنقص والجواهر الجسمانية مركبات اسميه وفعلية قابله للتحليل والفساد وصفاتها واعراضها اللازمة والمفارقة كالبناء والاعراب والجميع قائمه بالنفس الرحماني الوجودي الذي يسمى في اصطلاحهم بالحق المخلوق به كما أن الحروف والكلمات قائمه بنفس المتكلم من الانسان المخلوق على صوره الرحمن بحسب منازله ومخارجه الفصل في تحصيل الغرض من الكلام اعلم أن الغرض الأول للمتكلم في اراده الكلام انشاء أعيان الحروف والكلمات وايجادها من الضمير في المخارج وهو عين الاعلام واما ترتب الأثر على الامر والنهى والاخبار والتمني والنداء والاستفهام وغير ذلك فهو مقصود ثان وغاية ثانيه غير الاعلام وهذه المغايرة انما يتحقق في بعض اقسام الكلام لان الكلام على ثلثه اقسام أعلى وأوسط وأدنى فأعلى الاقسام ما يكون عين الكلام مقصودا أوليا بالذات ولا يكون بعده

(1) الأول باعتبار مغايره الوجود والماهية بتعمل العقل والترقي باعتبار اتحادهما في الواقع س قده (2) على ما في جذوات السيد ره العقل والنفس والأفلاك التسعة والأركان الأربعة والمواليد الثلاثة وعالم المثال فهذه تسعه عشر بعدد حروف بسملة ثم المقولات التسع العرضية فتمت الثمانية والعشرون س قده (3) لأنها مندكة الانية كما أن الحرف غير مستقل بالمفهومية والنفوس أسماء لاستقلالها بانتساب الوجود إلى ذواتها وعدم اندكاك أنياتها والطبائع السيالة والأجسام المتجددة افعال س قده
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست