مقتضى العدل والاحسان بل إلى الجور والعدوان وذلك محال على الواجب تعالى كيف وان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
والجواب على مقتضى قواعد الحكماء (1) ان الله غنى عن العالمين وبرئ عن طاعة المحسنين ومعصية المسيئين وانما الوارد على النفس بعد مفارقه الدنيا انما هو على تقصيرها وتلطيخ جوهرها بالكدورات المؤلمة والظلمات المؤذية الموحشة لا ان عقابها لمنتقم خارجي يعاقبها ويؤذبها وينتقم منها في افعالها كما يتوهم النفوس العامة مما يرون من العقاب الحاصل في هذا العالم بالأسباب الخارجية وليست الأمور الأخروية كذلك فان العقوبات هنالك من لوازم اعمال (2) وافعال قبيحة ونتائج هيئات رديه وملكات سيئه فهي حمالة لحطب نيرانها ومعها وقود جحيمها فإذا فارقت النفس